مرض الأمة" ما هي أسبابه وكيف يكون علاجه؟
--------------------------------------------------------------------------------
إخواني إن ضعف أمتنا وتغلب الأعداء علينا مصيبة عظيمة وبلاء جسيم يجب علينا أن نسعى في إزالته
وهذا شيئ يعرفه كل واحد منا بل ويتمنا أن يكون في اقرب وقت
وبما أن ما تعانيه الأمة هو مرض وبلاء
فيجب أولا وقبل كل شيء تشخيص المرض قبل علاجه
وإلا سيختلط في تشخيصه بين المرض والعرض
هذه حقيقة حيث ما أكثر المخلطين بين الأمراض والأعراض
وعليه خلطوا ولم يصفوا الدواء الصحيح لهذا الداء
وقد انقسم هؤلاء المشخصين إلى أقسام كثيرة
فظنت طائفة أن سبب المرض هو مكر الأعداء
فعليه ظنت أن الدواء محاولة معرفة أحوال العدو ومخططاته وأقواله وتصريحاته
وظنت طائفة أخرى أن المرض هو تسلط الحكام الظلمة
وعليه ظنت أن الدواء إسقاط هؤلاء الحكام
وظنت طائفة ثالثة أن المرض هو تفرق المسلمين
فعليه ظنت أن الدواء جمعهم وتوحيدهم ليكثروا
وفي الحقيقة أن كل هؤلاء مخطئون في تشخيص الداء
نقول اخطأوا في هذا التشخيص بصريح القرآن والسنة
أما الطائفة الأولى والذين قالوا أن الداء هو بسبب مكر الأعداء
فنقول لهم أننا إذا اتقينا الله لا يضرنا كيد الأعداء
وقد قال تعالى "وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئا"
أما الطائفة الثانية والتي تعتقد أن سبب مرض الأمة هم الحكام الظلمة
فنقول لهم إن ظلم الحكام لنا عقوبة يسلطهم الله بسبب ذنوب المحكومين
قال تعالى"وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ"
فليس الحكام الظلمة إذاً الداء بل الداء المحكومون أنفسهم
أما الطائفة الثالثة والتي تعتقد أن المرض هو تفرق المسلمين وان الكثرة هي العلاج
فنقول لهم أن الكثرة وتوحيد الصفوف مع الذنوب لا تنفع
قال تعالى"وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً"
ألم تر كيف أن ذنب العجب بدد هذه الكثرة فهزم الصحابة يوم حنين
و بعد هذا كله يقول قائل بينت لنا أخطاء المشخصين لمرض هذه الأمة
فما هو داء أمتنا وما هو الدواء ؟؟
فنقول إن الداء الصحيح المبني على كتاب ربنا وصحيح سنة نبينا صلى الله عليه وسلم
وان كل المصائب التي تنزل سببها "الذنوب والمعاصي"
حقيقة لا العدو ولا قلة العدد ولا ظلم الحكام سبب ما نحن فيه من مصائب وبلايا
إن الحقيقة التي يجب أن نعرفها أن سبب ما يحدث لنا من تسلط الأعداء وضياع الأراضي وسبي النساء وقتل الذرية
سببها المعاصي والذنوب ولا شيء غير المعاصي والذنوب
قال تعالى"أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"